مقالات

دكتور جاد الله فضل المولى يكتب : حين تتجسد القيادة في الفعل لا في القول

نقطة إرتكاز

 

في زمنٍ تتكاثر فيه الشعارات وتضيع فيه المواقف بين التصريحات المتناقضة، يبرز القائد الحقيقي من بين الصفوف، لا بما يقول، بل بما يفعل. القيادة ليست منصباً يُعتلى، ولا كلمات تُردد في المنابر، بل هي حضورٌ في الميدان، ووفاءٌ للعهد، ومواقف تُكتب بالدم لا بالحبر. هكذا تجلت صورة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، في لحظة فارقة من تاريخ السودان، حين اختار أن يكون في قلب المعركة، وفي بيوت الشهداء، وفي تفاصيل وجع الوطن.

البرهان لم يكتفِ بإدارة المعركة من خلف المكاتب، بل نزل إلى ساحات الكرامة، حيث تختلط الأرض بالدم، وحيث تُصنع البطولات بعيداً عن الأضواء.لم يخذل جنوده ولم يتأخر عنهم، بل كان معهم في الصفوف الأمامية، يقدم الدعم، ويشد الأزر، ويعاهدهم أن النصر ليس خياراً بل قدر. وحين سقط الشهداء، لم تكن تعزيته مجرد بيان، بل كانت زيارة إلى بيوت الفقد، ومواساة حقيقية لأسرٍ قدمت أغلى ما تملك، ووعوداً بأن دماء أبنائهم لن تذهب هدراً.

في وجه دعاةالفتنةوأصحاب الأجندات الضيقة، وقف البرهان موقفاً لا لبس فيه. لم يسمح للعنصرية أن تتسلل إلى صفوف القوات المسلحة ولا المقاتلين المنضويين تحت لواء القوات المسلحة، ولم يرضَ أن يُفرّق بين شهيدٍ وآخر، بل أكد أن كل من اصطف لقتال المليشيات والمرتزقة له مكانة سامية، وأن السودان لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه جميعاً، دون فرز أو تمييز. فكان الرد عملياً، لا نظرياً، حين دخل بيت الشهيد الذي حاول البعض استغلال اسمه لتأجيج الفتنة، وقدم العزاء بنفسه،مؤكداً أن ذكراه باقية وأن العهد هو تحرير الوطن كاملاً حتى تتحقق أمنية من ضحوا لأجله.

البرهان لا يمارس القيادة كوظيفة، بل كرسالة. وهب نفسه ووقته لأجل السودان، لا يملك هماً سوى كرامة الوطن، ولا يعرف راحة إلا حين يرى شعبه آمناً، موحداً، مرفوع الرأس. يصل الناس حيثما كانوا، يواسي الجميع، ويخلف الشهداء في أهلهم، كأنما يقول لهم أنا هنا، لن تكونوا وحدكم.

هكذا تُكتب القيادة، لا في البيانات، بل في المواقف. لا في الأقوال، بل في الأفعال. والبرهان، في لحظة الحقيقة اختار أن يكون قائداً لايُخلف وعداً، ولا يتخلى عن من وثقوا به. فكان كما أراد الوطن، وكما أراده الشهداء حاضراً، وفياً، لا يُهزم.سير وعين الله ترعاك ونحن من خلفك لن ولم يتخلف منا أحد حتي يظل الوطن نظيفاً من دنس المليشيا والمرتزقة والخونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى