محمد أسامة … يكتب : القوات المسلحة وحروب الجيل الخامس

لقد تغيرت أصول وفروع الحرب التقليدية في العالم وأصبحت حرب منظومة شاملة ومركبة من عدة حروب .خاضت القوات المسلحة السودانية حرباً حديثة غير مألوفة لها ولا في إرثها العسكري حتى لو في الإطار النظري .
دخلت مفاهيم عسكرية وتكتيكات” غير تقليدية ” غير موجودة في قاموسنا العسكري.
حيث برزت التقنيات الحربية مثل حرب المسيرات(الانتحارية والاستراتيجية ) وهذه غير معهودة لنا .ظهرت تكتيكات التضليل الإعلامي مثل الذكاء الاصطناعي والإختراق التقني.
كانت في الماضي عمليات تحديد المواقع وتصحيح” القصف ” تقليدية إما بشفرة موريس أو تصحيح بالهاتف. الآن دخلت الأقمار الاصطناعية وتحديد الموقع بال GPS ورفع الاحداثيات بكل سهولة.
نجحت الاستخبارات العسكرية في عمليات الخداع الإستراتيجي وسلاح الحرب النفسية داخل قوات العدو .ظهر لنا سلاح فتاك وخطير وهو سلاح الإشاعة والسيطرة على العقول.
وكذلك على غير عادة الحروب السودانية ظهور الناشطين (اللايفاتية ) وتوجييهم لدفة الرأي العام ضد / مع القوات المسلحة.
تجلت قيمة وحدات العمل الخاص التكتيكية التي ساهمت في إستنزاف العدو وأتقنت حرب العصابات ضده .
القتال داخل المناطق المبنية وبرعت في( حرب المدن) عندما حول العدو الحرب من عسكرية إلي أمنية.
ظهور “وحدة أسلحة القناصة ” والإعتماد عليها بصورة مكثفة عملت على تغطية التقدم والإنسحابات والتحييد.
هذه الحرب ساهمت بتحديث الجيش(دون أن يحتسب ) ونقلته من تقليديته المعلومة ليواكب حروب الجيل الخامس.
حرب الكرامة ليست مثل مثيلاتها التي خاضتها القوات المسلحة في الجنوب ولا دارفور ولا جنوب كردفان.



